File:المحامي ابراهيم حامد الطراوي.jpg

From Wikimedia Commons, the free media repository
Jump to navigation Jump to search

المحامي_ابراهيم_حامد_الطراوي.jpg(377 × 528 pixels, file size: 144 KB, MIME type: image/jpeg)

Captions

Captions

Add a one-line explanation of what this file represents

Summary[edit]

Description
العربية: الأستاذ / الطراوي في ذكراه

ابراهيم الطراوي .. المحامي طـراز نادر .. و غائب حاضر

=====

ليس هُناك أشد قسوةً وألماً على الانسان منا أكثرُ مِن أن يسمع نبأ وفاةِ عزيز عليه كوالده او خليله الذي ٍ كان أقربُ الناس له ، خاصةً إذا ما كان هذا العزيز معلما ومرشدا وفياً أو اخا عطوفا او ناصحا أمينا .. صادقَ الوعدِ .. عظيم الوفاء .. كثير التضحية .. مخلص النصيحة .. فكيف ان اجتمعت كلها فيه .. فعلى الرّغمِ مِن أنّ الموت حقٌ على كُلِ إنسان، إلا أنّهُ الأقسى والأصعب والأفجَع على النفسِ، ولا عجب ان يسميها ربنا سبحانه في كتابه الكريم ( مصيبة الموت ) . ولكن في النهاية لا يبقى لنا سوى تلك الدروس التي تعلمناها ، وتلك المواثيق والعهود التي تعاهدنا بها في الله ولله وحده .. وكذلك الذكريات التي كانت ومازالت هي الاروع والاجمل تلك الذكريات التي مازلنا نعيش عليها نتزود منها ونستعين بها تلك التي كانت تجمعنا بهم و معهُم . ويبقى أخيرا .. الشوق اليهم والذي يرويه الدعاء الخالص ما بقي هذا الحب والود وحقا فما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع و انفصم. ولعل خير ما أحي به ذكراك استاذي أن اتذكر سيرتك وهي نعم المسيرة وبتلك الكلمات التي كتبتها في ذكراك ..

    • من الناس من يستعصي بعد رحيله على النسيان.. وقليل ماهم .

وقلما تلقي في الحياة أمثالهم ، فهم كالعملة النادرة ، هم شموع في ظلمات الحياة ، وبلسم شاف لجراحاتها ، ونسمة طرية طيبة في لأواء قيظها وحرها ، يملأون الدنيا عملا وأثرا وهم في قمة الهدوء والوداعة ، دون تكلف او عناء فتلك اخلاقهم وسجاياهم .

    • من اولئك الرجال .. هذا الانسان الوفي الخلوق والمحامي الملتزم الأمين ، قليل الكلام ، كثير العمل ، كريم المروءة، عفيف اللسان ، طاهر اليد والمطعم الاستاذ المعلم والمربي / ابراهيم حامد يونس الطراوي .
    • وحقيقة لما رأيت تفاخر الناس بمن هم دونه خلقا وأثرا ولمجرد خصلة طيبة واحدة ظهرت في احد هؤلاء او يكون بها قد تميز ، وجدتني اكون جد مقصر في حق هذا الرجل ، ووجب علي أن اكشف عن بعض صفاته وأن اعرف ببعض سجاياه ، وذلك لمن لم يعرفوه او يعايشوه ، لأن الذين عرفوه أو تعاملوا معه فأن حديثي عنه لن يزيدهم سوى التذكرة لا الذكري فابراهيم الطراوي المحامي أثر لا يمحى وذكرى لا تنسى لانها محفورة في القلوب والضمائر والاجيال التي رباها وأثر فيها واثاره باقية في تلك النفوس والارواح التي عاشرها وتعامل معها . وكيف لا وهو محام اتخذ من الاسلام منهاجا وطريقا ومن رسول الله قدوة ومن مدرسة الاصلاح والتجديد طريقا .
    • واحسبني في ذلك أنني من اولى الناس بالحديث عنه ، ذلك أن من منن الله علي ان رزقني صحبته وعشت الى جواره وجنبه مصاحبا له اخا وتلميذا ردحا مباركا من الزمان ، فما رأيته يوما تغير ، ولا ساعة تلون عما وقر في يقيني من صادق ايمانه وعظيم مروءته وحسن صلته وارتباطه بالله تعالى واخلاصه له ودوام معيته لله وحسن مراقبته له .ولقد انعكس ذلك على كل مناحي حياته ، فكان رفيع الخلق ، أصيل الجوهر ، ذهبي المعدن ، كما كان من أصدق الناس لهجة وحديثا ، فلم أحص عليه كذبة قط ، يحب الوفاء ايما حب ويكره الغدر فلا عجب أن تعاظم حب الناس له يوما بعد يوم حتى حاز اعجاب الجميع واحترامهم خصومه قبل أحبابه .
    • ولقد كتبت عنه عقب رحيله كلمات في رثائه كتبتها بكل ذرة في كياني ووجداني وبكل لحظة عشتها بجوار هذا الرجل الرباني الطاهر ، وكان أثر صحبته وملازمتى له في كل حرف منها وما غادرني دمع الفراق قط اثناء كتابتها ، ولكنها فقدت في سفري وعسى الله ان يردها على .
    • لقد كان لقائي الاول بالاستاذ رحمه الله – أن يؤدي لي خدمة فأداها على الوجه الاكمل وعلى خير وجه وكأنني ابن له ام أخ تهمه خدمتى وتيسير حاجتى بكل سبيل ، رغم أنه لا سابق معرفة بيننا ، فدخل القلب من يومها ولم يخرج منه ابدا ، بل حفر مكانه في سويدائه الى يوم القيامة باخلاصه وبشاشته وصدقه .
    • وعجبا أن يزداد الحب له والاعجاب به مع كل لقاء او تواصل او حديث حتى أحببت قربه وصحبته وكيف لا وهو لا يتحدث الا بخير او اصلاح ، وما خلت جعبته ابدا من فائدة في الدين او الدنيا او تذكرة او دعاء او سعي في خير او نهي عن منكر او دعوة الى اصلاح حتى أنني ما كنت افارقه الا لخاصة شأنه وعمله .
    • ان ابراهيم الطراوي رحمه الله كان من اولئك النفر وهؤلاء الرجال الذين نذروا أنفسهم كاملة لله وباعوها له وحده سبحانه ولكل ما يرضه جل وعلا ، وكأنه قد وطد نفسه والزمها فقط كسب الحسنات أينما وحيثما كان ، يذكرك بالله متى رأينه ، ولا يخلو مجلسه من خير ، او فائدة في دينك او عملك وهنتك او حياتك الزوجية ، اوالعائلية او الاجتماعية ولا يفوتك منه فهم جديد لاية او حديث ، او عظة بليغة او درس عظيم باسلوبه السهل الممتنع الرايع الرقراق غير المباشر وكان قدوة في كل ذلك تغار منه وتحذو حذوة ما استطعت ، فتتعلم منه دون أن تدري ، وتنغرس في قلبك العظة وتعيها منه وكأنك انت الواعظ لا هو ، رحمه الله تعالى رحمة واسعة فمثله من تبكيهم العيون وتتفطر على فقدهم القلوب من الم فراقهم وافتقاد صحبتهم وانقطاع أثارهم .
    • ولقد كان له من اسمه نصيبا وافرا وحظا زاخرا فاحسبه كان اواه حليم كأبيه ابراهيم الخليل عليه السلام دوما يراجع نفسه وما صدر منه ، فلقد كان دائم اثبات العمل والتثبت من اتقانه واخلاصه ، وكثيرا ما أخطا بعض الناس في حقه فكان هو الذي يسارع في اصلاح ذات البين بينه وبينهم .ولم يكن ليترك للشيطان حظا ولا وقتا ليفيد من هذه الثغرة ولا ذلك الخطأ ، وكان ايضا لا يحب أن يأكل وحده ابدا ، كم كان كريما في غير سرف وكم كان متواضعا حليما في غير ذلة .
    • كان كثير الحمد والشكر لربه في النعماء وحامدا صبورا عند الابتلاء وكثير بل كثير الحمد والصبر الجميل عند شدة البلاء والابتلاء كنبيه ورسوله وحبيبه وقرة عينه محمد ا صلى الله عليه وسلم .
    • ويكفي ما أثر عنه ورؤي منه خلال مدة مرضه القصيرة والشديدة عند تزايد شدة المرض حتى وفاته رحمه الله فلم يتفوه الا سوى بالحمد والثناء على ربه .
    • وكان كثير الذكر والتسبيح فما انسى روائع اوقات التبسيح معه صحبته عند العشي و الابكار حتى ما تكاد تخلو حركة من حياته من ذكر وتسبيح كابيه يونس عليه السلام .
    • وكان لطيف المعشر ، دائم البسمة ، لين في غير ضعف ، سهل في غير خور ، كريما سخيا ندي اليد في غير سرف ، كما كان كثير التودد للناس ومجاملتهم تستروح به ومعه وعنده النفوس وتهفو اليه القلوب فلا عجب ان كان موضع سر معظم زملائه واخوانه ، لا بحكم مهنته وحسب بل لطباعه واخلاقه .. كان نفحة عبير طيبة الشذى في ايام قاحلة صعبة وسنين عجاف فكان كاسمه طراوة في صحراء كلها قيظ وحر .
    • ولئن اطلقت لنفسي وقلمي العنان فلن امل ولن افتر لان هواي في ذكره رضى الله عنه ، وسلوتى في ذكراه ، ولكن هل حقا غاب عنا الطراوي والله ما غاب عن قلبي وعن لا عن خاطري و كياني كله حتى احيي ذكراه او اتذكر مرآه فهو الحاضر وان غاب وما كان لمثله ان يغيب عن القلوب عند حسن السيرة وافتقاد الاسوة .
    • وان الذين انبهروا يوم جنازته بهذا الكم الهائل والطوفان من البشر الذين جاءوا من كل حدب وصوب ليودعوه وليدعوا له ويصلوا عليه يوم جنازته والتي لا احسب ان محافظتنا شهدت لها مثيلا من قبل وحتى يوم الناس هذا .. لمعذرون ..

فما عاشر احدا الا أحبه ولا خالط اناسا الا أسرهم بخلقه ولسانه و جميل طباعه ..

طبت حيا وميتا يا ابراهيم وما أنت عند ربك بميت  او لا تراك شهيدا أبا أحمد  حي تزرق سعيدا فرحا عند الله سبحانه  نحسبك كذلك والله حسبك وحسيبك .
    • كنت فالحا ناحجا طوال عمرك فأن الرجال فقط هم الذين يعرفون معنى الفلاح ومضمون النجاح ومعناه الحق ان تخرج من كل معاملة ناجحا مثابا لا تنظر الى حظ نفس ولا ما حصلت من مال بقدر ما تحرص على رضا الله والاحسان للناس .
    • فأن تعرف طريق الحلال القح نطفة وطعمة ، ويكون هذا هو همك الاول فتحاسب نفسك اشد الحساب على كل صغيرة وكبيرة وتتوقف طويلا عند حقوق العباد فتلك لعمري قمة النجاح والفلاح وما وقع وسقط معظم الناس الا منها
    • وأن تعرف طريق الله تعالى وتسلك درب الانبياء وتتبع رسوله الخاتم صلى الله عليه وسلم وتعي رسالته وتعيش بكتاب الله ومعه ليل نهار وان تصحب الاخيار والاطهار اصحاب المباديء والاخلاق الذين يزيدونك معرفة بربك ويقربونك اليه ويدخلونك عليه قمة قمة النجاح .
    • وأن يرضى الله عنك والديك وأولو الارحام واهل قريتك ( الطراوي ) وبلد اقامتك ( مدينة دسوق ) وجيرانك وموكليك وكل مخالطيك بل ويشهد بعدلك وفضلك خصومك في عملك وطريق دعوتك .. نجاح ما بعده نجاح .
    • وأن يوفقك الله لزوجة صالحة تعينك بعلمها وخلقها ودينها على صعاب ونوائب الحياة .. نجاح واي نجاح .
    • وان يخلف الله منك ولدا صالحا موفقا متفوقا علما وادبا ودينا هذه الذرية الصالحة قمة قمة النجاج .
    • أي رجل كنت يا ابراهيم .. تتمنى فيحقق الله امانيك .. وتقسم عليه فيبر قسمك . الم تتمنى ان لو كنت طبيبا تداوي العلل والجراح فكنت بحق طبيبا للقلوب والنفوس وحقق الله لك ما تريد في ولدك طبيب العظام حفظه الله ووفقه ورعاه ولم يغيب الله وجهك عن الدنيا حتى شريت له بنفسك ملابس الطب وادواته ...وتأبى ان يحمها يومها احد عنك .او ليس هذا هو اليوم الذي طالما دعوت وتمنيت ..
    • ألم تتمنى ان تحج وتؤدي فرض ربك وتتنمى حاجا و خادما لامك برا بها ووفاء لحقها وتحلم بأن تكون رفقة زوجك اكمالا للدين واتماما للنعمة ولتعينك وتأخذ معك بيد امك لكبر سنها وشدة حاجتها لامراة معها فاذا القرعة لا تتفوتكم جميعا ولا تخطئكم ثلاثتكم .
    • لله درك ابا احمد يوم بعت الدنيا من اجل رضا الهي سبحانه .. فحق للدنيا ان تاتي ولدك وذريتك وهي راغمة وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا .
    • طب نفسا وقر عينا فلن يضيع الله عبدا أكثر السجود لله والقيام بين يديه لا يراه الا الله ، لن يضيع الله أهله ولا ولده ولا اخوانه من بعده ابدا ، فهم الى ركن شديد يأؤون والى سند عزيز يحتمون .. طبت حيا وميتا يا ابراهيم فمثلك لا يموت
    • الله أسأل أن أعيش وأموت على مثل ما عشت وعاهدت الله وأن القاك على حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم فنشرب من يده سويا شربة هنيئة مرئية لا نظمأ بعدها ابدا شربة الري والامن والنجاة والسعادة والهناء . اللهم آمين آمين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
Date
Source مكتبتي الخاصة
Author عصام محمود هاشم عيسى

Licensing[edit]

Creative Commons CC-Zero This file is made available under the Creative Commons CC0 1.0 Universal Public Domain Dedication.
The person who associated a work with this deed has dedicated the work to the public domain by waiving all of their rights to the work worldwide under copyright law, including all related and neighboring rights, to the extent allowed by law. You can copy, modify, distribute and perform the work, even for commercial purposes, all without asking permission.

File history

Click on a date/time to view the file as it appeared at that time.

Date/TimeThumbnailDimensionsUserComment
current04:49, 30 April 2024Thumbnail for version as of 04:49, 30 April 2024377 × 528 (144 KB)عصام محمود هاشم عيسى (talk | contribs)Uploaded a work by عصام محمود هاشم عيسى from مكتبتي الخاصة with UploadWizard

There are no pages that use this file.

Metadata