File:الاستاذ الطراوي.jpg

العربية: الاستاذ / ابراهيم حامد يونس الطراوي

محام مصري ولد 1959 بقرية الطراوي مركز دسوق محافظة كفر الشيخ رجل عصامي اعتمد على نفسه منذ المرحلة الاعدادية او الثانوية في كسبه وحاجة نفسه وتعليمه .. حصل على الثانوية العامة – ادبي - من مدرسة الابراهيمية الثانوية الخاصة ثم حصل على ليسانس الحقوق جامعة الاسكندرية عام 1982 وتعرف خلال فترة دراسته الجامعية على جماعة الاخوان المسلمين ونال جانبا تربويا من خلال انظمتها الجادة والصارمة بالسكن الجامعي على يد الطلبة النابهين الاكبر سنا ومعظمهم كان من الاطباء الجادين او المهندسين او غيرهم ممن تولوا قيادة وادارة السكن الجامعى اثناء فترة دراستهم ( الدكتور محمد فضل والذي كان يكن له الاستاذ الطراوي محبة كبيرة واحترام شديد ) وتشكل فكره في كافة جوانب الحياة ( عقائديا وفكريا وعبادات وتاريخا وواقعا وسياسة .... ) من خلال المحاضرات الكثيرة وباقي روافد التكوين من كتب وشرائط ومنتديات ومؤتمرات ومعسكرات اتاحتها الحكومة لمقاومة المد الشيوعي في البلاد .. فاستمع لعديد من الدعاة كوجدى غنيم ومحمد الغزالى وصلاح ابو اسماعيل وطائفة كبيرة غيرهم من دعاة هذه الفترة وتأثر بهم . وتعد جماعة الاخوان المسلمين هي الجماعة التى تولت الجانب الاكبر من هذه المواجهة مع الفكر والتيار الشيرعي ، وقد نجحت حتى بلغت حد المواجهة مع الرئيس السادات نفسه في فترة لاحقة حينما تعارضت سياساته مع افكارها ورؤاها في اصلاح وادارة المجتمع . عوفي من الخدمة العسكرية لضعف بصره والتحق بنقابة المحامين وعمل محاميا حرا ، فور تخرجه من كلية الحقوق في نفس السنة وبعد انتهاء تدريبه على يد الاستاذ / فوزي العطار المحامي بدسوق أسس مكتبه الخاص بداية بغرفة بالفندق المتواضع الذي كان يسكن به منذ كان طالبا بشارع الشهيد المغربي مقابل قسم الشرطة بدسوق وقريبا جدا من مكان تدريبه .

ثم  نقله  لاحقا الى شقة  مستأجرة  بأحد المنازل العتيقة بشارع الشركات ثم الى امتداد شارع الجيش بحى الكشلة  خلف هندسة الري ومكتب سيارات  بمدينة دسوق .

يعد احد أبناء جماعة الاخوان المسلمين العاملين ، و المؤسس لفرع لجنة الشريعة الاسلامية بالمحافظة فور تأسيسها رسميا بالنقابة العامة المحامين على يد الاستاذ محمد المسمارى المحامي احد اعضاء مجلس نقابة المحامين العامة ، وظل يراسها حتى وفاته ترشح لبعض المناصب النقابية بدأت بعضوية الشباب وهو أصغر عضو شباب تولى هذا الكرسي ، ثم عضو عادى في عدة مجالس ، وانتهى في اخرها بتولى منصب وكيل النقابة الفرعية حتى وفاته.

وكان ممن يشار له بالبنان ومن اهم المحامين أصحاب الاثر والكلمة بالمحافظة ، وكان  صاحب اعلى الأصوات الانتخابية دائما  كما ترك منصب النقيب  طواعية   لعدم الاصطدام مع السياسات الامنية الاخيرة  للدولة ، واعلاء لمصلحة المحامين حتى يتمكن من تقديم  اكبر خدمات ممكنة لهم .

عرف عنه دماثة الاخلاق والسيرة الطيبة والهدوء الشديد و الصدق ، وكان ذا بسمة حانية وسمت مقبول و جاذب وكان من المسارعين للاصلاح بين الناس حتى ان معظم قضاياه الخلافية التى تولاها كانت تنتهي صلحا ، كما عرف الورع الشديد في كسب رزقه وعدم خلط صاريف القضايا وعزلها تماما عن الاتعاب . والاتفاق عليهما دوما بوضح شديد ودقة بالغة . عنى برعاية نشء وجيل جديد من المحامين الذين توسم فيهم الخير والصلاح وضمهم الى لجنة الشريعة الاسلامية التي كان لها انشطة نقابية ومهنية ومشاركات كثيرة ثقافية واجتماعية وتربوية .. في النقابة والشارع وبلغت ذروة نشطاها في عهده . كان من المحافظين على العبادات والمسارعين في الخيرات والمتقنين في الاعمال ويعد من الافراد المعدودين في التأثير في المدينة رغم شدة تواضعه وعدم ايثاره لحب الظهور . اصيب بسرطان الكبد واكتشف لديه بشكل فاجأ الاطباء فقد كانت صحته طوال حياته مثالية ، و لعل مما ساهم في تدهور حالته الصحية حصول تلاعب من احد امناء سر المحكمة في مستند " شيك " باحدى الجنح التى يتولاها رغم شدة تحوطه رحمه الله ( بوضعه في حافظة مغلقة ومحكمة احكاما شديدا دبابيس وشريط لاصق وتصويره ميكروفيميا .. الخ واستحالة اخراجه او تبديله ) وكانت هذه المرة الاولى في حياته .وكانت ازمة كبيرة .. أثرت عليه نفسيا وسارعت في تدهور حالته الصحية . توفي في ( فبراير 2015 ) فكانت جنازته جنازة مشهودة و مهيبة عظيمة لم تعرفها المحافظة من قبل ، خرجت بعد صلاتى الظهر والجنازة بالمسجد الابراهيمي بمدينة دسوق وانطلق موكبها الى قريته حيث يواري جسده في ثراها وقد حضرها جمع وعدد لا يحصيه الا الله ( وقد صورت فيديو ) ولعل احدهم يرفع هذا الفيلم لاحقا ، وتعد هذه الجنازة شهادة على مكانة الرجل وحسن خلقه ومحبته بين اهله وزملائه وعساها تكون كذلك له .. امام الله سبحانه و تعالى .

رحم الله ابراهيم الطراوي رحمة واسعة وتقبله الله في عباده الصالحين وغفر الله له وانزله منازل المقربين والابرار واخلفه خيرا في ولده وأهله .