File:Kalila and Dimna, intro.jpg

العربية: المدخل إلى حكايات كليلة ودمنة، ونصُّه: "بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين. الحمد لله اللطيف الخبير العليم القدير القاهر في ملكه الدايم في عزِّه العادل في قضائه المنفرد في ملكوته خالق الخلود وباسط الرزق ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، نعم المولى ونعم النصير، خلق آدم بيده ونفخ فيه من روحه وأسكن فيه من حلمته وتوارث ذلك ذريته، فمنهم سعيدًا بإرادته وشقيًا بقدرته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً أرجو بها الخلاص وأفوز بها يوم الإخلاص، وأشهد أنَّ محمد عبده ورسوبه خلقه للهدى وقد فاز من به اهتدى، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم. هذا كتاب كليلة ودمنة. وهو مما وضعهُ عُلماء الهند من الأمثال والأحاديث التي التمسوا بها أبلغ ما يجدون من القول، في النحو الذي أرادوا. ولم يزل العُقلاء من أهل كُل زمان يلتمسون أن يُعقل عنهم، ويحتالون لذلك بصنوف الحيل، ويطلبون إخراج ما عندهم من العلل. فدعاهم ذلك أن وضعوا هذا الكتاب، ولخَّصُوا فيه من بليغ الكلام ومُتقنه على أفواه الطير والبهائم والسباع. فاجتمع لهم من ذلك أمران: أمَّا هم فوجدوا مُتصرفًا في القول، وشعابًا يأخذون فيها. وأمَّا هو فجمه لهوًا وحكمة. فاجتباه الحُكماء لِحكمته، والسُخفاء لِلهوه. وأمَّا المُتعلمون من الأحداث وغيرهم فنشطوا لِعلمه، وخفَّ عليهم حفظه. فإذا احتنك الحدث واجتمع له أمره، وثاب إليه عقله، وتدبَّر ما كان حفظ منه..."